دموع وحب

موضوع: دموع وحب الإثنين يونيو 01, 2009 11:10 am

حب ودموُع
عرض: القديس مارافرآم السرياني
ترجمة: القمص تادرس يعقوب ملطي
إمرأة خاطئة
دُعي يسوع إلى وليمة ليأآل خبزًا، وإذ سمعت امرأة خاطئة أنه دُعي في وليمة فرحت. جمعت أفكارها مع بعضهما البعض مثل البحر، وآان حُبها يعج في داخلها آالأمواج. تطلعت فرأت أن (يسوع) بحر النعمة قد جمع نفسه في مكان واحد، فعزمت أن تدخل اليه، وتُلقي بكل شرورها في أمواجه.
(لقد أدرآت ) إنها ربطت نفسها بقيود الألم بعصيانها، لهذا بدأت تبكي نفسها قائلة:
"ماذا انتفعت من هذا الزنا الذي ارتكبته؟ وماذا أفادني فجوري؟ لقد وصمت الأبرياء با لعار. لقد أهلكت الأيتام . وبوقاحة سلبت أموال التجار، ومع هذا لم أروِ جشعي. إنني آقوس في حرب، آنت أُصيب الصالح مع الطالح . إنني أشبه عاصفة في البحر، أغرقت سُفن آثيرين.
الآن، لماذا لا أربح لي إنسانًا واحدًا قادرًا على إصلاح فجوري، لأنه واحد هو اللَّه (الذي يُصلح الفجار) وآثيرون هم الشياطين".
نطقت المرأة في داخلها ثم بدأت تعمل . اغتسلت ومسحت أصباغ عينيها التي أعمتهما بها، وعندئذ تدفقت الدموع من عينيها.
سحبت سِوار صباها الجذَّاب من مِعصمها وألقت به من يديها.
نزعت ثوب زِناها الكتاني عن جسدها وطرحته، وعزمت أن تكتسي بالثوب الذي هو "ثوب الصلاح".
خلعت حذاء الفجور المزيَّن من قدميها وألقته . ووجهت خطواتها في طريق البُرج السماوي.
ثم أخذت في آفِّها ذهبًا، أمسكت بالذهب، وتطلعت نحو السماء، وبدأت تصرخ في سرِّها إلى ذاك الذي يصغي إليها باهتمام . لقد صرخت قائلة : "أيها الرب هذا م ا ربحته من الشر، وها أنا اشتري به خلاصي . هذا ما قد جمعته على مر الأيام، وها أنا أربح به رب الأيتام".
مع بائع الطيب
نطقت المرأة سرًا ثم خرجت لتنفذ عم لاً. أخذت الذهب في آفها، وحملت الصندوق المرمري في يديها، وبسرعة ذهبت في ندامة إلى بائع الطيب ... رآها التاجر ٣٢٣
فتعجب، وبدأ يسألها. ابتدأ يقول للزانية:
"أما يكفيكِ أيتها الزانية أنكِ قد أفسدتِ آل مدينتنا؟ ماذا يكشف مظهرك هذا الذي تخدعين به أحبائك، إذ خلعتي عنك فجور كِ (وتظاهرتِ) باللباس المحتشم؟ لقد آنت تأتين إليَّ قبلا بمظهر يختلف تمامًا عما أنت عليه اليوم . إذ آنت تكتسين بثوب فاخر وتحضرين معك ذهبًا قليلاً، وتطلبين طيبًا ثمينًا حتى تجعلي به فجورك مُبهجً ا. وأما اليوم فإنني أرى ثوبك معتدلاً وأتيت بذهب آثير.
لست أدري آيف أُعلل هذا التغيُّر الذي حدث ... فإما أن تلبسي ثوبًا يتناسب مع قدرتك، أو تشتري طيبًا يتناسب مع ثوبك المعتدل. لأن الطيب الذي تطلبينه لا يتناسب مع قيمة ثوبكِ.
ألعله يوجد تاجر يقابلك، تغتني منه الكثير، وأنت تعلمين عنه إنه لا يحب مظهر الفجور، لهذا نزعتي عنك مظهر فجورك حتى تأسرين بطرق متعددة غنى آثيرًا؟ لكن لو آان هذا الرجل يُحب مظهر الاحتشام بسبب طهارته حقًا، فالويل له ! في أي شيء ها هو يسقط؟ إنه سيُبتلع في دوامة تجرف بضائعه.
إنني آإنسان يريد لكِ الخير، أُقدم لك نصيحة، وهي أن تطردي عنك آل محبوبيكِ الذين لم يساعدونك منذ صباكِ، واطلبي لك عريسًا واحدًا يُصلح فُجورك".
بحكمة تكلم تاجر الطيب مع المرأة الزانية بهذه الأ قوال. وإذ انتهى الرجل من حديثه أجابته المرأة الزانية وقالت:
"لا تعوقني يا إنسان، ولا توقفني بتساؤلاتك . فإنني لم أسألك الطيب مجانًا، إنما سأدفع لك قيمته برضى . خُذ ذهبًا ما شئت واعطني الطيب الثمين . خذ ما لا يدوم، وهب لي ما يدوم، فإنني سأذهب (به) إلى ذاك الذ ي يدوم، واشتري له ما يدوم . وآما قلت لي فإنه تاجر غني جدًا سيقابلني، إنه يسلبني، وأنا أيضًا أسلبه . هو يسلبني خطاياي ومعاصي، وأنا أيضًا أسلب غناه.
وآما تكلمت عن الزواج، فإنني قد ربحتُ لي عريسًا في السماء، ذاك الذي سُلطانه يدوم إلى الأبد، وملكوته لا يزول".
ثم أخذت الطيب وانصرفت.
حديث مع الشيطان
انصرفت المرأة بسرعة، وإذ رآها الشيطان ثار غاضبًا، وحزن في داخله حُزنًا عظيمًا. آان فرحًا من جهة، وحزينًا من جهة أخرى . آان فرحًا لأنها تحمل معها الطيب، لكنه آان خائفًا بسبب اآتسائها بثوب مُحتشم . لقد التصق بها، وتتبع خطو اتها آلصٍ يتبع تاجرً ا. أَنْصَت إلى دمدمة شفتيها وأَصْغى إلى آلماته ا. لاحظ عينيها بتدقيق إلى أين

موضوع: رد: دموع وحب الثلاثاء يونيو 02, 2009 5:38 am

هي متوجهة.
الشيطان المملوء مكرًا يعرف هدفنا عن طريق آلماتن ا. وهكذا إذ رأى عجزه عن أن يُغير فكره ا، ظهر لها في شكل رجل، ومعه مجموعة من الشبان الصغار يُشبهون أحبابها القدامى، وعندئذ بدأ يوجه إليها الحديث قائلاً:
"أستحلفك بحياتك أن تُخبريني أيتها المرأة إلى أين أنت تتوجهين؟ لأنكِ على ٣٢٤
غير عادتك تُسرعين . اخبريني ماذا تُعني وداعتك هذه، لأن نفسكِ منكسرة ١ آ نفس الأَمَة؟ هوذا بدلاً من ثياب الكتان الفاخرة، تكتسين بثوبٍ حقير . وبدلاً من أساور الذهب والفضة لا يوجد حتى خاتم واحد في إصبعك . لا تلبسين حتى حذاءًا عاديًا بدلاً من الصنادل الفاخرة . اآشفي لي عن نيتكِ، فإنني لا أفهم معنى تغيرك . هل مات لكِ أحد أحبابكِ، وأنت ذاهبة لكي تُكفِّنينَه؟ فإنني أذهب معكِ إلى القبر وأُشارآكِ حزنكِ".
أجابت المرأة الخاطئة وقالت للشيطان : "حسنًا قُلت إنني أذهب لكي أدفن الميت . فإنه قد مات لي واحد، هو خطية أفكاري. وها أنا أذهب لأدفنه".
أجاب الشيطان وقال : "انصرفي أيتها المرأة (عما أنت قادمة ع ليه) فإنني أول أحبابك. وأنا لست مثلكِ، فإنني لا أضع يديّ عليك، بل اقدم لك ذهبًا اآثر من قبل".
أجابت المرأة الخاطئة وقالت : "إنني غاضبة يا هذ ا. فإنك لستَ بمحبٍ لي . إنني اقتني لي زوجًا في السماء، الذي هو اللَّه، الذي هو فوق الكل، سلطانه يبقى إلى الأبد وملكوته لا يزول . إنني هوذا أقول في حضرتك، بل وأعود فأآرر ولا أآذب، إنني آنت عبدة للشيطان منذ طفولتي إلى اليوم . وآان يطأ بأقدامه علىّ، وأنا بدوري أهلكت آثيرين. أصباغ العيون أعمت عيني . لقد آنت عمياء، ولم أآن أعرف أن هناك واحد هو الذي يقدر أن يهب النور للعميان . وها أنا أذهب لأنال نورًا لعينيّ، وبهذا النور أضيء لكثيرين. لقد آنت من قبل مُقيدة برُبط وثيقة، ولم أآن أعرف إنه يوجد واحد يُحطم الأوثان. وها أنا أذهب إليه ليُبيد أوثاني، وأنزع غب اوة الكثيرين . لقد آنت مجروحة ولم أعرف أن هناك واحد هو الذي يقدر أن يُضمد جراحاتي . وها أنا أذهب إليه لكي يُضمدها".
تكلَّمت المرأة الزانية بهذه الأمور بحكمة مع الشيطان . فتنهد وحزن ثم بكى . صرخ صرخة مدوّية وقال: "لقد انهزمت منك يا امرأة، ولستُ أدري ماذا أفعل؟"
الشيطان في حيرة
ما أن أدرك الشيطان عجزه عن تغيير ذهنها، حتى بدأ ينتحب نفسه قائلاً:
"هوذا منذ الآن تشامخي يَهلك، وآبرياء آل أيامي يَبيد . آيف أُلقي الشِبَاك لتلك التي ارتفعت إلى الأعالي؟ آيف أُصوِّب ضدَّها السهام هذه التي حُصونها لا تهتز؟ لذلك فإنني أذهب إلى حضرة يسوع... هوذا قد أوشكت أن تمثُلَ في حضرته.
لأذهب وأقول له : هذه المرأة زانية، لعلَّه يحتقرها ولا يقبله ا. لأقول له : هذه المرأة التي جاءت إلى حضرتك هي زانية . لقد أسرت رجالاً بفجورها، وأفسدت الشبان . ولكن أنت أيها الرب بار والكل يحتشد لكي يراك . فإن رأتك البشرية تتحدث مع زانية، يهربون من حضرتك، ولا يُسلم عليك أحد.
ولكن آيف أدخل في حضرة يسوع، هذا الذي يعرف آل المكنونات الخفية؟ إنه يعلم من أنا؟ إنه يعرف إنني لا أقوم بعمل ما بقصدٍ حسن . فربما ينتهرني فأهلك وتفسد آل حِيَلي . إنني أذهب إلى سمعان، لأن سمعان لا يُدرك الخفيات . وأضع في قلبه هذا الأمر، فربما اصطاده بهذه الصنارة . وهكذا أقول له : "استحلفك بحياتك يا سمعان أن

موضوع: رد: دموع وحب الثلاثاء يونيو 02, 2009 5:43 am

1 في الأصل "وديعة."
تُخبرني عن ذلك الرجل الذي استضفته في بيتك : هل هو بار أم صديق للأشرار؟ فإنني إنسان غني ولي ممتلكات آثيرة، وأرغب أن أستضيفه مثلك حتى يبارك ممتلكاتي"...
أجاب سمعان قائ لاً: "منذ رأيته لم أرَ فيه دنسًا، بل بالأحرى أرى فيه هدوءًا وسلامًا وخيرًا. الضعفاء شفاهم بغير مكافأة، والمرضى بغير أجر . في البرية رأى الجياع يخورون جوعًا، فأجلسهم على العشب وأشبعهم برحمته . الأرملة التي ليس لها أحد، تبعت ابنها [الوحيد] لتدفنه في القبر، فعزَّاها، وردَّه إليها. وأبهج قلبه ا. وهب البُكم والعُمي بصوته شفاء . البُرص شفاهم بكلمته . الأعمى الحزين المتضايق فتح عينيه ليُعاين النور . أما من جهتي أنا فإنني قد سمعت عن شهرة هذا الرجل من بعيد فدعوته لكي يبارك ممتلكاتي ولطعاني ومواشي".
بعد ما نطق سمعان بهذا الكلام، أجابه الشيطان : "لا تُمجد إنسانًا منذ البداية، لكن انتظر حتى النهاية. فالرجل تبدو عليه سمات الوقار ههنا، ونفسه لا تُسر بالخمر . فإن ترك بيتك دون أن يتحدث مع زانية فهو إذًا بار وليس بصديق لأناس يرتكبون الشر".
بمكر نطق الشيطان بهذا مع سمعان، ثم اقترب ، لكنه وقف بعيدًا ليرى ماذا يحدث؟
المرأة الزانية عند الباب
وقفت المرأة المملوءة معاصيًا ملتصقة بالباب . لقد ضمَّت يديها للصلاة، وهكذا توسَّلت [سرًا]:
"مبارك أيها الابن الذي نزل إلى الأرض من أجل خلاص الإنسان . لا تُغلق الباب في وجهي، فأنت دعوتني وها أنا قد أتيت . إنني أعرف أنك لا تحتقرني . افتح لي باب رحمتك، لكي أدخل ي ا ربي، وأج د لي فيك ملجأ من ذاك الشرير [الشيطان] وجنوده. لقد آنت آعُصفور والصقر يلاحقني . لقد هربت والتجأت إلى عُشك . لقد آنت آبقرة، والنير هيَّجني . ها أنا أرتد إليك من ضلالي، فضع على آتفي نيرك الذي أحمله".
هذا ما نطقَت به المرأة الزانية عند الباب وهي تبكي بدموع غزيرة.
تطلَّع رب البيت فرآها، وللحال تغيَّر لون وجهه، وبدأ يوجه حديثه للزانية قائ لاً: "أُخرُجي من هنا ي ا زانية، فإن الذي دخل ها هنا هو بار، وأتباعه هم بلا لوم . أما يكفيكِ يا زانية أنكِ قد أفسد تِ المدينة آلها؟ لقد أفسد تِ الطاهرين بغير خجل . لقد سلبت الأيتام بغير حياء . لقد نهبت ربح التُجار وملامح وجهك لم تخز . إن شِباآك لن تُفسد هذا الرجل، لأنه بالحق هو بار، وأصحابه بلا لوم".
إذ انتهى سمعان من حديثه، أجابته المرأة الخاطئة وقالت له : "بالتأآيد أنت هو حارس الباب لكنك لا تعرف الأسرار الخفية . إنني سأعرض أمري في الوليمة ، وأنت سوف لا يكون عليك لوم [إذ تترآني أدخل ]، لأن إن آان أحد يرغب في دخولي، فسيأمرني بالدخول، فأدخل".
أسرع سمعان وأغلق الباب [في وجهه ا] وابتعد. وتأخر آثيرًا دون أن يعرض أمرها في الوليمة . وأما هو [السيد المسيح ] العارف بالأسرار، فإنه أومأ إلى سمعان وقال له : "تعال ي ا سمعان. إنني آمرك، هل يوجد على الباب أحد؟ أيا آان هذا الإنسان افتح له لكي يدخل ليأخذ م ا يحتاج إليه وينصرف . فإن آان جائعًا ومحتاجًا إلى طعام، فها هوذا في بيتك يوجد مائدة الحياة . وإن آان ظمآنًا ومحتاجًا إلى ماء، فها هنا في مسكنك يوجد الينبوع المبارك . وإن آان مريضًا ويطلب الشفاء، ففي منزلك الطبيب العظيم. دع الخُطاة يتطلعون إليّ، فإنني من أجلهم قد نزلت، وإنني أصعد إلى السماء، حاملاً على آتفي القُطعان التي ضلت من بيت أبي، وارتفع بها إلى السماء".
لقاء مع يسوع
اقترب سمعان وفتح الباب قائ لاً: "ادخلي واصنعي ما شئت لذاك الذي هو مثلك ."دخلت المرأة الخاطئة المملوءة عِصيانً ا. عبرت ثم وقفت عند قدميه . ضمت يديها مصلية [سرًا] قائلة:

موضوع: رد: دموع وحب الثلاثاء يونيو 02, 2009 5:45 am

عيناي قد صارتا ينابيع دموع، لا تكف عن أن تُروي الحقول، وها هي اليوم تغسل قدمي ذاك الذي يبحث عن الخطاة . هذا الشعر غزير منذ طفولتي حتى اليوم، ليته لا يحزنك أن أمسح به جسدك الطاهر . الفم الذي قبَّل الفُجار، لا تمنعه عن أن يُقبِّل الجسد الذي يغفر المعاصي والفُجور.
بهذا تكلَّمت المرأة الخاطئة مع يسوع ببكاءٍ آثي رٍ. أما سمعان فوقف من بعيد .يترقب ماذا يفعل الرب معها٢ترآزت أنظار سمعان على المر أة يرقب آل حرآة من حرآاتها، وإذا به يسمح لأفكاره قائلاً في نفسه

"ما هذا؟ امرأة زانية تدخل بيتي ! بيتي أنا الفريس ي الطاهر الذي لم يتجنس قط ! آه لو علِمت هذا م ا آنت قد دعوتك يا يسوع ! لقد خدعتني يا يسوع ! هل هذا معلِّم، ويترك الزانية تغسل رجليه بدموعها دون أن يط ردها؟ هل هذا نبي، ويترك النجسة تمسك بيديها الدنستين رجليه لتمسحهما بشعر رأسها؟ لقد صدَّق ذاك الذي نصحني إنه ما آان لي أن أحكم عليه من السماع أو من بداية أمره.

إنه ليس نبي ! إنه صديق للزناة والخطاة ! إنه ليس بار آما ظننته . لو آان هذا نبيًا لعلم من هذه المرأة التي لمسته إنها خاطئة".

وإذ هو غارق في أفكاره إذ بيسوع - عارف الأسرار - يومئ إليه قائلاً بلطف : "يا سمعان عندي شيء أقوله لك".

خجل سمعان، إذ بينما هو يُجدف على المعلِّم، إذ بالمعلِّم يُحدثه في لُطف ورقة، يُحدثه آصديق يستشيره في أمر خاص. عندئذ بدء يُفكر،قائلاً في نفسه:

"من يكون هذا؟ أنا حكمت عليه ليس بنبي، وأمَّا هو فيريد أن يستشيرني في أمر ما. وبلطف زائد يُحدثني حديث الصديق مع صديقه . يا سمعان عندي شيء أقوله لك . إنه بالحق مُعلِّم".

عندئذ أجاب سمعان في خجل من نفسه: "قل يا معلِّم".

قال له يسوع : "آان لدائن مدي نين. على الواحد خُمسمائة دينار وعلى الآخر خمسون. وإذ لم يكن لهما ما يوفيانه سامحهما آليهما، فقل أيهما يكون أآثر حُبًا له؟"

أجاب سمعان للحال قائلاً: "أظن الذي سامحه بالأآثر".

فقال له يسوع "بالصواب حكمت".

عندئذ تطلع يسوع إلى المرأة وتحدث مع سمعان معاتبًا إياه ، لأن ما آان يلزم أن يصنعه ولم يفعله قامت به تلك التي آانت زانية وممقوتة . "أنظر هذه المرأة . إنني دخلت بيتك وماء لرجلي لم تُعط ها أنت يا سمعان قد أحجمت حتى عن واجب الضيافة العادي . وأما هي فقد غسلت رجلي بالدموع . أُنظر أيّ ثمن تستحقه؟ بزيت لم تدهن رأسي، تأمل علامة إهمالك. وأما هيَ فقد دهنت بالطيب رجلي، تأمل علامة غيرته ا. قُبلة لم تُقبلني، تأمل شهادة عداوتك . وأمَّا هيَ فلم تكُف عن تقبيل رجليَ، تأمل علامة حبه ا. من أجل ذلك أقول لك قد غفرت خطاياها الكثيرة، لأنها أحبت آثيرً ا. والذي يُغفر له قليل يُحب قليلاً".

ثم التفت يسوع إلى المرأة وقال لها: "مغفورة لك خطاياك".

عندئذ أحنى سمعان رأسه وبدأ يُفكر في نفسه قائلاً:

2 الحديث التالي كله من وضع المترجم مستعيًنا بأقوال الكتاب المقدس [لو٧] وبعض عبارات مارافرآم الواردة في مقالة عن . Our Lord ""ربنا

موضوع: رد: دموع وحب الثلاثاء يونيو 02, 2009 5:47 am

مغفورة لكِ خطاياك... مغفورة لكِ خطاياك... من يغفر الخطايا إلا اللَّه وحده.
آه. لقد حسبته نبيًا فدعوته ليُبارك بيتي، ولغباوتي حكمت عليه أنه ليس بنبي لأنه غير عارف أمر المرأة.
والآن من يكون هذا؟.
إنه يعرف المرأة تمامًا... يعرف إنها خاطئة جدًا، ولكنها تُحب آثيرًا.
لقد تعجَّلُت وتسرَّعُت وحكمُت عليه إنه لا يعرف أمره ا. وها هو يعلم أفكاري الخفية.
ظننته لم يعرف خطاياها، وحكمت عليه أنه ليس نبي، مع أن الأنبياء لا يع رفون آل الأمور، بل ما يُكشف لهم.
تسرَّعت في الحكم عليه، وهو استشارني بلطف.
جدَّفت عليه في داخلي، وها هو يُعلن ذاته لي.
إنه المُحب...
ساتر الخطايا...
عارف أفكاري وأسراري...
غافر الخطايا...
هو هو رب الأنبياء بعينه..."